العرب العاربة …والعرب المستعربة

كانت لدي رغبة دفينة في أن افعل في اجتماع وزراء التربية العرب ، ما فعله رئيس عربي سابق عندما وضع قدميه على طاولة اجتماعات بالامم المتحدة .
فما حدث خلال مؤتمر وزراء التربية العرب المنعقد بتونس نهاية شهر ماي ، كان وفق كل المعايير مخز للغاية ومؤشر للسقوط في قعر الهاوية . والقصة كل ما فيها ، أنه تم تكليف مجموعة من الخبراء العرب من قبل الالكسو لكتابة ورقة حول استشراف المستقبل التربوي للتعليم الأساسي في المنطقة العربية. وتضمنت الورقة محددات من أهمها إعطاء الأولوية لمدرسة الذكاء بعد أن تبين بأن معظم التقارير الدولية ( “بيزا”Pisaو “تيمس” مثلا) بل وحتى العربية ( تقرير المعرفة العربي)، قد أكدت تحول النظام التعليمي العمومي العربي الى منظومة إنتاج ” للغباء” بعد أن جعلنا من المدارس وربما الجامعات أيضا ، مستودعات لمعارف لا علاقة لها بالواقع.
بعد عرض التقرير الذي تبنته لجنة الخبراء وعدلت فيه ضمن نطاق تحسين ما هو مطالب منه التحسين بعنوان البحث العلمي ، عرض التقرير على “معاليهم” الوزراء في جلسة خاصة. وبدت الحرب كما لو أنها قائمة على الارقام لأن معاليهم الوزراء يريدون مؤشرات عالية لنظمهم التربوية حتى ظننت بانه لو كان الامر بيدهم لقالوا بان لديهم صفر منقطع وصفر راسب واعلى درجات الترقيم الدولي للجامعات وللاختبارات.
و ما فات الجميع هو أنه في الكواليس وقبل انعقاد الجلسة بدأت الدبلوماسية “العنترية” لشيوخ العرب في التجلي، حيث تحالفت قبيلة “دبي” مع قبيلة “المنامة” مع وزير أردني مشكوك في أهليته ودرايته العلمية.
أذهلني كلام الحلف الثلاثي القبلي عندما اقترحوا إرجاء التفكير في مستقبل المدرسة في البلدان العربية الى اجتماع سيعقد بعد عامين آخرين كما لو أن المستقبل سيبقى في انتظارهم. قلت لنفسي ربما قد يكون ذلك لان وحدة الزمن لدى العرب العاربة ليست كما هي لدى العرب المستعربة..فلدى هؤلاء خريف ولدى الاخرين ربيع رغم كل شيئ…وبالرغم من كل شيئ…
كما ذهلت أيضا عندما اقترحوا بان لا يفكر في هذا المستقبل التربوي إلا لجنة وزارية يرئسها سعادته على أن تتكون من وزراء بنى عنزة وبني ثعلبة . قلت ما عليك، ربما هو حلف العرب العاربة ضد ربيع العرب المستعربة.
ولكن حتى في السياسة….اذا لم تستح فاصنع ماشئت
أقولها وأمضي وأمضي (و بالطلاق البائن) …لا خير في هذا النظام العربي على العرب …لا في الأمن ولا الاقتصاد ولا في السياسة ,…فما بالك بالفكر والتفكير وبناء العقول….وأحمد الله في هذا الزمن ….لو لم أكن تونسيا لخيرت أن أكون وأن أولد تونسيا

تحرير

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *